اقع كثيرة على الشبكة الافتراضية تدعو روّادها إلى التعبير عن آرائهم
بالإجابة عن سؤال واحد أو أسئلة عدة، ثم تقوم بنشر نتائج الاستطلاعات.
وتشتمل عيّنة المستجوبين إما على أشخاص قاموا بزيارة الموقع الذي ينظّم
استطلاع الرأي بشكل عفوي، وإما على أشخاص ينتمون إلى لائحة تم تجميعها من
الرواد السابقين للموقع يجري الاتصال بهم عن طريق البريد الإلكتروني.
وينبغي
التأكيد على أن العيّنات التي تُصمَّم بهذه الطريقة لا تتوفّر فيها
الخصائص المطلوبة في المعاينة الرصينة، ومن غير الصواب تعميم أجوبتها على
أفراد المجتمع كافة. وحتى إن كانت العيّنة متنوّعة وكبيرة الحجم، فإن ذلك
لا يغيّر من الأمر شيئاً.
ولا تتوانى بعض المواقع التي تتحلّى
بالمصداقية والمهنية عن التحذير من أن نتائج استطلاعاتها إنما تعكس آراء
المستجوبين، ولا تمثّل قياساً للرأي العام. في المقابل، تسعى مواقع أخرى
إلى تقديم الاستطلاعات التي تنجزها وكأنها تحترم المعايير المُتعارَف
عليها، وتلجأ تلك المواقع إلى صياغات تبدو لغير المختصّ وكأنها علمية. وفي
حالات أخرى، يتم توصيف منهجية المعاينة المُعتمَدة بشكل شديد الاختصار لا
يسمح بالوقوف على نقاط الضعف التي تعاني منها. ولا تتوانى هذه المواقع، في ظلّ غياب الآليات لمراقبة مصداقية استطلاعات الرأي، ومدى احترامها للمعايير العلمية والأخلاقية، في الادّعاء أن نتائج استطلاعاتها قابلة للتعميم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق